أثر الصحبة الطيبة على الطفل :
ولتربية القيم في الأطفال يؤمرون بمجالسة الأخيار ومصاحبة أهل الصلاح . وأثر الصحبة الطيبة والجليس الصالح معروف في تقويم الأخلاق وتحسين السلوك واكتساب العادات الصالحة .
( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحاً منتنة ) ( ) .
والصاحب يؤثر في صديقه أعظم تأثير وفي ذلك يقول رسول الله :
( المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل ) ( ) .
وأحسن صنعاً من نظم هذا المعنى في بيت من الشعر :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي
ولهذا يُنهى الأطفال عن مجالس السفهاء :
{ وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم } ( ) .
{ وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين } ( ) .
ويملك الآباء والأمهات لأولادهم ، والمعلمون لتلاميذهم ، أن يكونوا هداة للخير وأن يربوهم على الاستقامة والفضيلة وذلك باصطحابهم إلى المساجد ، وحلقات التلاوة ، ومجالس العلم ، والمناسبات العظيمة ، ليقتدوا بالصالحين .
وينشأ ناشيء الفتيان فينا *** على ما كان عوَّده أبوه
وفي الختام فإن هذا الذيغيض من فيض القيم والمثل العليا التي يَزْخَر بها القرآن العظيم وهدي النبي كان خلقه القرآن ، وهي قيم إن رُبِّي عليها الناشئة بلغوا الدرجات العلى في الفضائل وسادوا الكون كله بالهدي الرباني وقادوا الإنسانية وجهة الخير ، إلى الإيمان بالله مبعث القيم والمثل العليا .