الغِذاء الصِّحي ضروري للإنسان، يسدُّ جوعَه، ويُنَمِّي عَضَلاتِهِ وعظامَهُ ويقوّي أعصابَهُ، ويساعد على التئام جروحه، ويمكنه من القيام بعمله في نشاط وحيوية، ودقة ونظام. وليست العبرةَ بكثرة ما يتناوله الإنسان من طعام، بل العبرة بما يحويه ذلك الطعام من قيمة غذائية تتفق وما يحتاج إِلى الجسم، فكثيراً ما يُصابُ بعضُ الناس بأَمراض يقرر الطبيب أنها نتيجة سوء التغذية، مع أَنهم يتناولون مقاديرَ كبيرة من الطعام، ولكن لم تَتوافَرْ فيها العناصرُ الغذائية الكاملة. هذا بينما البعض يتناولون كمياتٍ أَقل من أولئك إِلا أنها تكون في مجموعها غذاءً كاملاً، ولذا ترى هذا الفريق من الناس قد سلموا من أكثر من أَربعين مرضاً يسببها سوءُ التغذية تجدهم يتمتعون بصحة جيدة، وعضلات قوية، وأبصار سليمة، وقد وقاهم الله سبحانه تسوُّسَ الأسنان، وتشقُّق الشفتين وزوايا الفم، والتهاب الجفون، ومرض خشونة الجلد (البلاجرا) وخمود الجسم، وشحوب اللون(1).
( ب )
إن الغذاء الصحيَّ في متناول الفقير كما هو في مُتَناوَل الغني، فالفول، والعدس، والفاصوليا، واللوبيا، واللحم، والبيض، والجبن من المواد الزلالية التي تُنَمِّي الجسم، وتبني أنسجته، وتجعله يقاوم السمومَ التي يتعرَّض لها. ولا بدَّ للإنسان من الحصول على كفايته من المواد الدهنية والنشوية والسكرية، هذه المواد التي تَمُدُّ الجسم بالطاقة الحرارية، والدفءَ، والقوة اللازمة للعمل، فالموادُّ الدهنيَّةُ تكثر في الزيت والسمن والقشدة، والدهون الحيوانية، وتوجد المواد النشوية بكثرة في الخبز، والبطاطس، والأرز، والنِّشا.
وأما المواد السكرية، فتوجـد بمقادير كبيرة في السكر، والحلاوة الطحينية.
وأما الحديد فيوجد في اللحوم والكبد، والعسل الأسود، ولها فضل في وقاية الإنسان من مرض فقر الدم. ولا بدَّ للجسم من "الكالسيوم" الذي يقي الإنسان الكساح ولين العظام، وتسوس الأسنان، وهو يوجد بكثرة في اللبن، والجبن، والبيض، وزيت السمك.
( ج )
ولا يستغني الغذاء الصحي عن (الفيتامينات) التي تبعث فيه الحيويَّةَ والنشاط، وهي توجد بكثرة في الخضر الطازجة كالطماطم، والخس، والفجل، والجرجير، والبصل، والخيار، والجزر، والفاكهة على اختلاف أنواعها. ومن هذا تستطيع أن تدرك القيمة الغذائية لسلطة الخضر التي تقدم لك مع الطعام فاحرص عليها.
هذا، وعلى الإنسان أن ينال قسطاً من الماء في أثناء الطعام أو بعدَه مباشرة، وعليه أن يمتنع عن الشرب مُدَّةَ ساعتين على الأقل بعد الأكل خشية أن يسبِّب ذلك عُسْراً في الهضم.
إن قوة الأمة جيشاً وشعباً تتوقف على صحة أَفرادها، فاعمل أيها الطالب على سلامة جسمك، واعتنِ بغذائك كي تَخدُمَ دينَك وأمَّتَك وترضي ربك وضميرك.